توقيع مذكرة تفاهم تسمح لسريلانكا بسداد ديونها لإيران عبر صادرات الشاي

تعتزم سريلانكا تسوية ديون واردات نفطية سابقة من إيران عن طريق تسديدها مقابل الشاي، دون خرق العقوبات الأمريكية.
وقد وقع نائب وزير الصناعة والتعدين والتجارة الإيراني علي رضا بيمانباك مع وزير الصناعات الزراعية السريلانكي راميش باتيرانا في وقت سابق من هذا الأسبوع، مذكرة تفاهم تسمح لسريلانكا بسداد ديونها لإيران عبر صادرات الشاي.
وقال راميش باتيرانا إن بلاده تأمل في تصدير شاي بقيمة 5 ملايين دولار إلى إيران كل شهر لسداد ديون بقيمة 251 مليون دولار.
وكانت شركة “سيلان بتروليوم” في سريلانكا المملوكة للدولة، قد استدانت من طهران حوالي 251 مليون دولار لواردات النفط السابقة لم تتمكن سريلانكا من تسوية الائتمان بعد أن منعت العقوبات الأمريكية التعامل مع البنوك الإيرانية.
وبموجب هذه الصفقة، ستقوم وزارة الخزانة السريلانكية بإصدار ما يعادل 5 ملايين دولار بالروبية المحلية كل شهر إلى مجلس الشاي السريلانكي، وهو مكتب تنظيم وترويج الصناعة الذي تديره الدولة، على أن يقوم مجلس الشاي بعد ذلك بالدفع للمصدرين الأفراد بالروبية بسعر صرف البنك المركزي.
ولم تتمكن سريلانكا من تسوية الديون من خلال وسائل أخرى، لأن العقوبات الأمريكية تحظر التعامل مع البنوك الإيرانية، لكن الدولة قالت إن الشاي لن ينتهك العقوبات الأمريكية أو الأممية، لأنه “صُنِّف مادة غذائية لأسباب إنسانية، بينما لن تشارك في هذه المقايضة أي من البنوك الإيرانية المدرجة في القائمة السوداء”.
ويأتي اتفاق المقايضة في الوقت الذي تعاني فيه سريلانكا من أزمة مالية شديدة، نتيجة شح السيولة من العملات الصعبة وارتفاع الديون الخارجية، ما أثر على شراء المنتوجات النفطية خصوصا مع ارتفاع الأسعار في السوق العالمية.
وأفادت تقارير بأن هناك مساعي حثيثة من السلطات السريلانكية للحصول على المنتجات النفطية من دول خليجية بسعر رخيص.
ونقلت وكالة رويترز عن وزير الزراعة قوله: “إن هذه الخطة ستوفر لبلاده العملة الأجنبية التي تشتد الحاجة إليها لأن التسوية مع إيران ستتم بالروبية السريلانكية من خلال بيع الشاي السيلاني”.
وتفيد التقارير بأن سريلانكا ستضطر إلى الوفاء بنحو 4.5 مليار دولار من مدفوعات الديون في العام المقبل، بدء من سداد السندات السيادية الدولية بقيمة 500 مليون دولار في 2022.
يشار إلى أن سريلانكا تنتج نحو 340 مليون كلغ من الشاي سنوياً، وقامت بتصدير 265.5 مليون كلغ، بأرباح بلغت 1.24 مليار دولار في عام 2020. ويعمل ما يقرب من 5% من سكان سريلانكا في صناعة شاي بالمنحدرات الجبلية.
ويحظى الشاي بشعبية كبيرة في إيران. ووفق وسائل إعلام محلية، يبلغ حجم الاستهلاك السنوي نحو 100 ألف طن. وفي 2016، كانت سريلانكا مصدرا لنصف كميات الشاي المستهلكة في إيران، علما بأن التقديرات تشير إلى انخفاض هذه النسبة في الأعوام اللاحقة.
ومن جانبه، نوه رئيس منظمة التنمية التجارية الإيرانية علي رضا بيمان باك أن المقايضة التي ستتم بموجب الاتفاق، تتيح لطهران التي تعاني من تأثيرات العقوبات الاقتصادية، تفادي استخدام احتياطاتها بالعملات الصعبة لاستيراد الشاي.
والأسبوع الماضي، أفادت وكالة «إيلنا» العمالية عن مسؤول في اللجنة الإيرانية العليا للسكن، بأن إيران اشترطت شركات أجنبية منها شركات صينية وتركية، مقايضة النفط أو أي مواد معدنية أخرى، مقابل المستحقات المالية لمشاريع سكنية تنفذها تلك الشركات في إيران.