السفارة الباكستانية في سريلانكا تقيم مراسم عزاء بذكرى الفقيد السريلانكي في باكستان

أقامت السفارة الباكستانية في سريلانكا مراسم عزاء بذكرى المواطن السريلانكي بريانتا كومارا الذي قُتل في باكستان، بحضور زوجة الفقيد وأولاده.
كما حضر هذه المناسبة عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والدينية البارزة في البلاد، بمن فيهم ئيس البرلمان السريلانكي وكبار المسؤولين في الحكومة ورئيس جمعية علماء سريلانكا.
غضب باكستاني
أثار مقتل مواطن سريلانكي في باكستان على يد حشود غاضبة، بحجة ازدراء الدين، ردود أفعال مختلفة في الساحة الباكستانية. وبينما وعدت الحكومة بملاحقة الضالعين بارتكاب الجريمة، واعتبر علماء الدين أنّ القضية هي “ظلم بحق مواطن أجنبي”، لا يزال الغضب يسيطر على عامة المواطنين، بعد ضرب الحشود للمتهم بازدراء الدين حتى الموت، ثم حرق جثته.
وقال عالم الدين الشهير في باكستان، الشيخ تقي عثماني، في بيان، إنه “لا شك أنّ ازدراء الدين جريمة نكراء، ولكن علينا أن نؤكد أنّ معاقبة من يُشتبه ضلوعه في هذا العمل مسؤولية الجهات رسمية، وهي تحتاج إلى أدلّة مؤكّدة تثبت ضلوع الشخص بالجرم، أمّا أن تأتي الحشود وتقتل إنساناً لم تثبت جريمته، فهذا في حدّ ذاته جريمة أبشع”.
وأكّد الشيخ عثماني أنّ “حادث سيالكوت الأليم، أساء إلى سمعة باكستان دولياً”، مشدداً على أنّ “الدين الإسلامي لا يروّج لهذا الأمر ولا يسمح به”.
نتائج وخيمة
من طرفه، قال وزير الإعلام الباكستاني، وهو القيادي الأهم في الحزب الحاكم، فواد شودري، في بيان، “قد تترتبت على الحادثة نتائج وخيمة وسيئة، وهي يمكن أن تكون انطلاقة سيئة لمرحلة مؤسفة”. وأشار إلى أنّ “المشكلة هي في أننا ننسى بسرعة، والتلاعب بالمشاعر دائماً سمة بلادنا”.
وحذر شودري مما سمّاها “قنابل موقوتة” قد زُرعت في أوساط المجتمع الباكستاني، و”إذا لم يتم تفكيكها، سينفجر حينها المجتمع بأسره وستكون لذلك نتائج صعبة”.
تفاصيل الحادثة
وفي تفاصيل حادثة مقتل المواطن السريلانكي، بريانتا دياوادانا، فإنه قد قُتل على يد الحشود داخل مصنع بمدينة سيالكوت، بإقليم البنجاب، بتاريخ 2021/12/03م، وذلك بعد أن اتهمه بعض الموظفين في المصنع بأنّه مزّق أوراق القرآن الكريم ورماها في سلّة المهملات.
وتجمّعت على إثره الحشود وقامت بقتل دياوادانا ثم رمت الجثة في الشارع الرئيسي وأضرمت النار فيها.
وجاء في بيان شرطة إقليم البنجاب أنها سجّلت دعوى ضدّ 900 شخص، وقد اعتقلت المئات، وبمساعدة أصحاب المصنع تمّ التعرّف على “بعض من أشعلوا الفتنة، وتسبّبوا في تجمّع الحشود وقتل الرجل ثم حرقه”.
وكانت الخارجية السيريلانكية قد أكّدت، في بيان لها، أنّ بلادها تتطلّع إلى أن تتعامل باكستان مع القضية بشكل مناسب، وأن تلاحق الضالعين في القضية وتعاقبهم.
وقال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في تغريدة على تويتر إن “الهجوم المروع على مصنع في سيالكوت وحرق المدير السريلانكي حياً هو يوم عار لباكستان. وإنني أشرف على التحقيقات ولن أرتكب أي خطأ وسيعاقب جميع المسؤولين بصرامة القانون، وجاري الاعتقالات”.
*وفاء باكستان بوعدها*
كان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان قد أعلن في وقت سابق أن مجتمع الأعمال في سيالكوت وعد بتقديم 100،000 دولار أمريكي لعائلة المتوفى. وقد تم بالفعل تسليم المساعدة من مجتمع الأعمال والتجارة في سيالكوت لحساب السيدة نيلوشي ديساناياكا ، أرملة السيد بريانثا كومارا، بينما تلقت أول شيك راتب في حسابها المصرفي الذي وعدت به شركة Rajco Industries لمدة 10 سنوات حيث تم توظيف الراحل بريانتا.
وذلك بالإضافة إلى المساعدة المالية بقيمة 2,8 مليون روبية سريلانكية، والتي قدمتها الجالية الباكستانية في كندا إلى عائلة بريانتا، كما أن الباكستانيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة قد جمعوا أيضًا حوالي 40,000 دولار أمريكي والتي سيتم تحويلها قريبًا إلى العائلة، بحسب ما أفادته بعض وسائل الإعلام المحلية.
كما طلب الشعب الباكستاني السماح والصفح من الشعب السريلانكي عن جريمة القتل هذه.
ومن جانبها، شكرت أرملة بريانتا كومارا الحكومة الباكستانية على الوفاء بوعدها وضمان محاكمة عادلة وسريعة.
ولفت المفوض السامي الباكستاني المعين اللواء عمر فاروق بركي، خلال كلمته بمناسبة إحياء ذكرى السيد بريانثا كومارا، إلى أن كل شخص في باكستان من رئيس الوزراء عمران خان إلى رجل عادي في الشارع حزين بهذه الجريمة اللاإنسانية وأدانها بشدة.