وفد سريلانكي من قيادات دينية مختلفة يشارك في قمة دولية لزعماء الأديان بماليزيا

شارك وفد من سريلانكا يمثل مختلف الأديان المحلية في المؤتمر الدولي الأول لزعماء الأديان، والذي انطلقت أعماله في فندق منتج صن واي بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، اليوم الثلاثاء الموافق 07 مايو 2024، بعنوان تعزيز الوحدة والوئام بين الأديان.
وذلك برعاية مشتركة من الحكومة الماليزية ورابطة العالم الإسلامي بالمملكة العربية السعودية، وبمشاركة أكثر من 1,500 شخصاً من العلماء والخبراء والقادة السياسيين والنواب البرلمانيين والأكاديميين والقادة الدينيين من أكثر من 50 دولة.
إعلان المؤتمر حدثاً سنوياً
أعلن رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم خلال كلمته الافتتاحية للنسخة الأولى من المؤتمر الذي جمع شخصيات دينية ومثقفة من جميع أنحاء العالم، أن هذا المؤتمر سيصبح حدثاً سنوياً في ماليزيا.
جاء ذلك بمثابة استجابة مباشرة لاقتراح معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين، باعتماد المؤتمر للقادة الدينيين ليكون سنوياً في ماليزيا.
وقال أنور إنه من المهم بالنسبة لماليزيا تعزيز فهم الإسلام ورسالته كونه “سلامة ورحمة للعالمين”، مشددا على ضرورة نشر هذا التفاهم وتحسينه بين المسلمين وكافة أتباع الأديان سواء كانوا المسيحيين أو البوذيين أو الهندوس، على حد تعبيره.
وأكد أنه يريد الاستماع إلى نصائح المشاركين من القادة الدينيين وانتقاداتهم واقتراحاتهم وآرائهم من أجل بذل قصارى جهده لتعزيز فهم الإسلام وممارسة ما جاء في القرآن والسنة، وأن ينقل رسالة الحب والرحمة والعدالة لجميع الناس سواء المسلمين وغيرهم.
كما شدد رئيس الوزراء على دور الزعماء الدينيين، وحثهم على اتخاذ موقف أكثر نشاطا وفعالية وشجاعة في تعزيز العدالة.
مؤتمر دولي مهم يجمع التنوع الديني في عالمنا الواسع
سبق أن اقترح الشيخ العيسى خلال انطلاق أعمال المؤتمر الدولي للقادة الدينيين صباح اليوم، ليسمى هذا المؤتمر لاحقاً “قمة كوالامبور للقيادات الدينية” ويُعقد سنوياً.
وقال: “يُسعدنا أن نلتقي هذا اليوم في مؤتمر دولي مهم، يجمع التنوع الديني في عالمنا الواسع باختلافه وتنوعه وتعدده”، مضيفا أن هذا المؤتمر جمع مجموعة متميزة من القيادات الدينية العاملة لتعزيز علاقة الوئام بين أتباع الأديان، والعاملة كذلك على مواجهة أفكار التطرف، وخاصة مخاطر الصدام الثقافي والحضاري الذي يعتمد في أكثر نقاشاته على مسائل دينية، على حد تعبيره.
وأفاد أن أهمية هذا المؤتمر العالمي الذي نتطلع جميعاً إلى أن يحدث أثراً ملموساً يتطلع إليه الجميع.
وأضاف أن عالمنا المتنوع بحاجة إلى قيادات دينية لها أثر ملموس تسهم من خلال جهودها الصادقة والفاعلة في تعزيز سلام عالمنا ووئام مجتمعاته، فهذا الوقت يمثل زمناً حساساً مثقلاً بالمتاعب والمخاطر، ولا يحتمل أي لحظة إهمال أو تقصير.
وأبان: “نحن في رابطة العالم الإسلامي خطونا خطوات مهمة تتعلق بتعزيز الوئام بين أتباع الأديان وعندما نعمل على ذلك فإننا نعمل على بناء الجسور بين الحضارات، تأسيساً على أن أكثر الحضارات الحية ذات جذور دينية”.
وفد من علماء سريلانكا
شارك في هذا المؤتمر وفد من جمعية علماء سريلانكا ضم كلا من فضيلة الشيخ المفتي محمد رضوي بن محمد إبراهيم وفضيلة الشيخ محمد طاسيم بن محمد صالح.
وخلال كلمته في المؤتمر، شدد رئيس الجمعية فضيلة الشيخ رضوي، على ضرورة نشر ثقافة التسامح والتفاهم باعتبارها وسيلة لتعزيز التعايش السلمي والوئام الديني بين أتباع الأديان والثقافات، والحاجة إلى أخذ الدروس والعبر من وثيقة المدينة المنورة التي أرست قواعد التعايش بين المسلمين وغيرهم.
كما استغل رئيس الجمعية هذه المنصة لدعوة المجتمع الدولي من جديد إلى التحرك العاجل والتدخل السريع لوقف العنف والانتهاكات التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني، ومنح حقوقهم العادلة، وإنشاء دولتهم بموجب القوانين الدولية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، معبرا عن قلقه العميق إزاء الهجمات الشنيعة التي أودت بحياة آلاف المدنيين الأبرياء، وتفاقم محنة الأطفال والنساء والمسنين والمرضى الأبرياء بسبب التصعيد المستمر.