“شورى سريلانكا” تناقش أبرز قضايا المسلمين مع الحزب الحاكم
أفاد مجلس الشورى الوطني (NSC) -الذي يقود مجموعة من المنظمات والجمعيات الإسلامية المدنية والشخصيات الاجتماعية والدينية البارزة في سريلانكا- أن وفداً رفيع المستوى من المجلس، عقد مناقشات مستفيضة حول أبرز القضايا والتحديات التي يواجهها المسلمون مع السيد “تيلفين سيلفا”، أمين عام حزب جبهة تحرير الشعب (JVP) الذي يقود الائتلاف الحاكم في سريلانكا، وذلك بمكتبه بالعاصمة كولومبو، يوم الجمعة الموافق 06.12.2024م. كما بحث الجانبان سبل تعزيز التعاون بينهما في معالجة القضايا الوطنية والمجتمعية بما يحقق مصلحة هذا البلد.
وأوضح بيان صادر عن المجلس بأن السيد “سيلفا” وهو أيضا صاحب القرار الأول في الحزب الحاكم، استمع من الوفد شرحا مفصلاً عن أهداف المجلس وهيكله وأنشطته السابقة.
وبدوره، أكد الوفد على الحاجة إلى إعطاء الأولوية لتنفيذ التوصيات الـ 27 فيما يتعلق بقضايا المسلمين، والواردة في المذكرة التي قدمها المجلس إلى المرشحين الرئاسيين البارزين قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بما في ذلك الحزب الحاكم الحالي. كما نقل الوفد رسالة تهنئة موجهة إلى فخامة الرئيس “أنورا كومارا ديساناياكي” بمناسبة تحقيق حزبه فوزاً ساحقاً في الانتخابات الأخيرة.
ومن جانبه، استجاب الأمين العام “سيلفا” للوفد بشكل إيجابي، مؤكداً بأن الحكومة لا تعمل على أساس التمييز العرقي وتعارض العنصرية بشدة. وأشار إلى الاعتقالات الأخيرة للأفراد المتورطين في التحريض على الكراهية العنصرية كدليل على موقف الحكومة.
وأكد على التزام الحكومة بالسماح لكافة الطوائف المحلية بالتمسك بهوياتها الدينية واللغوية والثقافية، دون أي تدخل من السلطات. وأشار إلى الدعم الكبير الذي تلقاه الحزب الحاكم من جميع شرائح المجتمع في الانتخابات الأخيرة، بما في ذلك مناطق مثل فاني وجافنا من الشمال وكذلك في الشرق، والأصوات لصالح المرشحين المسلمين من الناخبين غير المسلمين والعكس صحيح، منوها بأن هذا التطور يعكس تحولاً إيجابياً في العقلية العامة.
واستذكر السيد “سيلفا” تفاعلاته السابقة مع أعضاء المجلس وأعرب عن استعداده لمواصلة المناقشات الجارية.
وقد تم تسهيل الاجتماع من قبل نائب الوزير الشيخ منير مظفر بناءً على طلب من المجلس.
وضم الوفد كلاً من رئيس المجلس الشيخ محمد فضيل المحاضر بالجامعة النظيمة؛ ونائبه المحامي البارز جاويد يوسف السفير السريلانكي السابق لدى المملكة العربية السعودية، والأمين العام المحامي رشيد إمتياز، ورئيس المجلس السابق، المحامي السيد أزور، ونائب رئيس المجلس السابق، المحامي السيد زهير عضو البرلمان السابق. كما حضر الاجتماع السيد محمد إكرام عضو اللجنة المركزية للحزب الحاكم.
وفيما يلي المواضيع الرئيسية التي تمت مناقشتها:
1. غياب تمثيل إسلامي في الدوائر التنفيذية
سلط الوفد الضوء على المخاوف المتزايدة في المجتمع المسلم بشأن غياب التمثيل الإسلامي في مجلس الوزراء، أهم الدوائر التنفيذية القادرة على صنع القرار الوطني الرئيسي، مشيراً إلى أن هذه القضية أصبحتموضوع تقييم نقدي داخل المجتمع لموثوقية الحكومة الحالية.
وفي هذا السياق، أوضح الوفد أن وجود ممثلين مسلمين في مجلس الوزراء يمكن أن يعالج القضايا المتعلقة بالمجتمع المسلم ويوفر صوتًا على المستوى الوزاري، واقترح اتخاذ الترتيبات اللازمة ضمن الإطار الحكومي لمعالجة هذه الفجوة.
2. أهمية الاستشارة والاستفادة من الخبرات
شدد الوفد على أهمية استشارة الخبراء وأصحاب المعرفة من المجتمع المسلم قبل اتخاذ القرارات المتعلقة بشؤونهم وقضاياهم، والاستفادة من خبراتهم، مشيراً إلى وجود العديد من المهنيين المهرة وقادة الأعمال والمثقفين ذوي الخبرة داخل المجتمع المسلم، والذين يمكنهم خدمة البلاد في جميع المجالات، بما في ذلك التعليم والاقتصاد والسياسة، فيما أبدى المجلس استعداده لتسهيل المشاورات مع القطاعات والمنظمات الحيوية داخل المجتمع المسلم من أجل تقدم البلاد، وكذلك لإزالة مخاوفهمالمحددة.
3. إعطاء الأولوية لحل الأزمة الاقتصادية
أكد الوفد دعمه لمعالجة الأزمة الاقتصادية الحادة التي تشهدها البلاد،لافتاً إلى أن أكثر من مليوني سريلانكي يعملون في الدول العربية والإسلامية، حيث يساهمون بأكثر من 85% من تحويلات العملات الصعبة التي تصل إلى 6 مليارات روبية سريلانكية سنويًا، وشدد على أهمية الحفاظ على علاقات قوية مع هذه الدول. ودعا إلى بذل الجهود لجذب الاستثمارات من هذه الدول لدعم التعافي الاقتصادي في سريلانكا.
4. التزام المسلمين بالحفاظ على سيادة سريلانكا
أكد الوفد التزام المجتمع المسلم الثابت بالحفاظ على سيادة سريلانكا ووحدة أراضيها وأمنها واستقرارها، لافتاً إلى المعاناة والمصاعب التي تحملها المسلمون في المحافظات الشمالية والشرقية بسبب الصراعات العرقية، لدعمهم للحكومات المتتاليات في الدفاع عن سيادة البلاد. ولم يدعموا الحركات الانفصالية قط رغم كل ما مروا به من أوضاع صعبة، حيث لا يزال العديد منهم في مخيمات اللاجئين.
5. جهود الحكومة لمكافحة العنصرية والكراهية الدينية
أفاد الوفد بالجهود التي تبذلها الحكومة للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، مشيراً إلى أن المجتمع المسلم قد تضرر بشدة بالكراهية العنصرية والدينية ما بعد الحرب الأهلية، والتي حرضت على العداء ضدهم، ما يمثل خطراً كبيراً على استقرار البلاد. وأكد أن هذه القضايا يجب حلها من خلال التعليم والحوار والمصالحة وليس من خلال إدخال قوانين أكثر صرامة.
6. برامج لتعزيز التعايش السلمي
استعرض الوفد المبادرات المهمة التي نفذها المجلس في الماضي لتعزيز الوحدة بين مكونات المجتمع وتوعية المجتمع المسلم بأهمية التعايش السلمي وتقبل الخلافات، مشيراً إلى أن المجلس تعاون مع نائب الوزير الشيخ منير مظفر في تنفيذ مشاريع التناغم بين الأديان. وأعرب عن استعداده لمواصلة مثل هذه المبادرات في المستقبل.
