ذكريات عالم جغرافي وناشط اجتماعي بارز في سريلانكا

في مثل هذا اليوم قبل 4 أعوام، في 25 أغسطس 2018م، توفي العالم الجغرافي السريلانكي البارز “حسب الله بن شاه الحميد” إثر نوبة قلبية أصيب بها خلال اجتماع في جامعة جافنا. وهو من مواليد 3 سبتمبر 1950 في قرية ساحلية صغيرة بمنطقة مانار شمال سريلانكا.
وكان أستاذاً للجغرافيا في جامعة بيرادينيا السريلانكية. وتخرج من نفس الجامعة وحصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة كولومبيا البريطانية، بكندا. وكان يخدم مجتمعه بنشاط في التدريس والبحث والكتابة في مجالات الديموغرافيا والتوظيف والهجرة وترسيم الحدود المتنازع عليها.
وقد عمل كأستاذ زائر في عدد من الجامعات الدولية بما في ذلك جامعة زيورخ (سويسرا) ، وجامعة إدنبرة (المملكة المتحدة) والجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا (النرويج). وفي عام 2004 تمت دعوته كأستاذ زائر من قبل جامعة كولومبيا البريطانية بكندا. وكان باحثًا مشاركًا في برنامج فولبرايت في معهد دراسة الهجرة الدولية، بجامعة جورج تاون، واشنطن العاصمة.
وشارك كخبير في مفاوضات السلام في سريلانكا لعام 2003 أثناء الحرب الأهلية وعمل كعضو في اللجنة الفرعية المعنية بتوفير المساعدات الإنسانية الفورية للمناطق التي دمرتها الحرب الأهلية. وتم تعيينه كعضو في مجلس جامعة جافنا من قبل لجنة المنح الجامعية في البلاد. كما كان عضوا نشطا في لجنة ترسيم الحدود وقت وفاته.
ونظراً لكونه شخصًا نازحًا داخل البلاد، تميزت خدماته بالسعي لاستعادة حقوق اللاجئين المسلمين، حيث عمل بشكل مكثف وبلا كلل، على تحديد وتوثيق ما خسر المسلمون خلال محنة التطهير العرقي التي نفذتها جبهة متمردي نمور التاميل ضدهم في الشمال، لتكون خدماته في هذا الجانب سجلاً علمياً وتاريخياً هاماً. ومن أبرز أعماله التقرير الذي أعده عن الأصول المنقولة وغير المنقولة التي فقدها المسلمون المطرودون من المناطق الشمالية في أكتوبر 1990م، والمعلومات العائلية لهم. وقد قدم نسخة من هذا التقرير إلى البرلمان سعياً لتحقيق العدالة لأسر الضحايا وإعادة توطين الاجئين النازحين داخليًا. ومع ذلك، فإن الحكومة أو السياسيين لم يحرزوا أي تقدم يذكر في هذه القضية. وقد قدم هذه الوثائق إلى المركز الدولي للدراسات العرقية (ICES) في كولومبو لرقمنتها وحفظها بالتعاون مع إحدى الجامعات في هولندا.