«علماء سريلانكا» تشارك في مؤتمر الفتوى الدولي في مصر

شاركت جمعية علماء سريلانكا في النسخة التاسعة لمؤتمر «الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع» التي نظّمتها الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، يومي 29 و30 يوليو 2024 في القاهرة، برعاية الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، وبحضور كبار المفتين والوزراء والعلماء من أكثر من 100 دولة حول العالم ومشاركة أممية عالية المستوى من عدد من الهيئات الدولية.
ومثّل الجمعية في المؤتمر كل من فضيلة المفتي محمد رضوي إبراهيم والشيخ محمد أكرم أبو الحسن المدني عضو هيئة الإفتاء العامة التابعة للجمعية.
وتمحورت أهداف المؤتمر حول جملةٍ من المواضيع، أبرزها تعزيز الوعي والتفاهم العالمي بأهمية الفتوى الرشيدة في إرساء منظومة المبادئ والأفكار العالمية، وتعزيز دور المنظمات الدولية والإقليمية في تمكين الأخلاق والقيم الإنسانية وتنفيذها وإظهار دور الفتوى في ذلك، ودور الفتوى في تعزيز التوازن بين السيادة الوطنية للدول والالتزام بالأخلاق الإنسانية القويمة، وإبراز الأرضية الأخلاقية المشتركة للتعاون بين مؤسسات الفتوى والمنظمات الدولية، وتقديم الحلول الإفتائية لمواجهة تحديات هذا البناء القائم على الأخلاق القويمة.
وناقش المؤتمر ثلاثة محاور شملت دور الفتوى في صياغة الأخلاق وتوجيه المجتمعات وسط التغيرات السريعة والتحديات المتجددة، حيث إن الفتوى في الإسلام ليست مجرد حكم شرعي، بل هي انعكاس للقيم الدينية والأخلاقية، مما يجعلها أداة فعالة لبناء مجتمع أخلاقي قادر على التكيف مع المتغيرات دون التفريط بثوابته.
وأكد المؤتمر أن الفتوى في الإسلام تتمتع بدور محوري يتجاوز الإرشاد الديني لتصبح وسيلة لتأصيل القيم الأخلاقية في نفوس المسلمين. وإنها تجسد العلاقة الوثيقة بين الشريعة والأخلاق، حيث تتطلب الفتاوى من العلماء والمفتين ليس فقط معرفة النصوص الشرعية، بل أيضًا القدرة على فهم الواقع المعاصر وتحدياته. وبهذا الفهم العميق، تظل الفتوى جسراً يربط بين القيم الثابتة والتغيرات المستمرة، مما يساعد على تحقيق توازن بين الأصالة والمعاصرة.
كما شهدت جلسات المؤتمر مناقشة الوضع الإنساني المتردي للأزمة الإنسانية في قطاع غزة، من خلال كشف عوار النظام العالمي الجديد وازدواجية المعايير فيه، والتجاهل التام لحقوق الإنسان وكافة الأعراف الإنسانية والدولية مما يؤكد أننا أمام أزمة أخلاقية بالأساس، بالإضافة إلى تنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات وورش العمل ذات الصلة من قبيل الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في العلوم الشرعية، ونحو صياغة ميثاق أخلاقي إفتائي للتطورات في مجالات العلوم التجريبية والطبيعية والاجتماعية، ورصد وتحليل حول إشكاليات المحتوى الديني والإفتائي في المنصات الرقمية وأدوات الذكاء الاصطناعي.
وتأتي مشاركة الجمعية في هذا المؤتمر ضمن جهودها المستمرة لتعزيز التعاون مع المؤسسات الإفتائية العالمية وتبادل الخبرات في مجال الفتوى والبحث العلمي الشرعي وذلك في إطار رسالة الجمعية التي تنصّ على توفير إفتاء شرعي معتدل وموثوق به عالمياً.