أطباء: لا أدلة على انتقال أمراض وبائية بسبب تقبيل الحجر الأسود رغم مرور ملايين الزوار عبر العصور
رغم أن الحجر الأسود يُقبَّل من قبل ملايين الحجاج والمعتمرين على مر السنين، بمن فيهم الأصحاء والمرضى، لم تسجَّل – بحسب مختصين – أي حالات وبائية مرتبطة بتقبيله، مما يُعدّ ظاهرة فريدة تسترعي الانتباه الطبي والديني.
وأكد عدد من الأطباء والباحثين في مجال الأوبئة أن التقبيل يُعدّ من أكثر وسائل انتقال العدوى، خاصة في ظل التزاحم والاحتكاك المباشر، إلا أنه لم تُرصد – حتى اليوم – أي حالات موثقة لانتقال أمراض معدية نتيجة تقبيل الحجر الأسود، سواء خلال مواسم الحج أو العمرة، الأمر الذي يثير الدهشة من منظور علمي.
ويرى مختصون أن ذلك قد يكون من مظاهر “تعطيل الأسباب” بإرادة الله عز وجل، رغم وجود الظروف المهيئة لانتقال الأمراض، خاصة في مواسم يشهد فيها المسجد الحرام كثافة بشرية استثنائية.
ويشير الخبراء إلى أن الإسلام قد سبق العلوم الحديثة في إرساء قواعد الصحة العامة، من خلال نهيه عن التنفس في الإناء، وأمره بغسل اليدين عند الاستيقاظ، وتحذيره من البول في الماء الراكد، وغيرها من الإرشادات النبوية ذات الأثر الوقائي. ومع ذلك، شرع الإسلام تقبيل الحجر الأسود، باعتباره شعيرة تعبدية لا تخضع لمقاييس الطب والعقل المادي وحده.
ويُستنتج من ذلك – بحسب مختصين في الشريعة والطب – أن تعظيم شعائر الله، ومنها تقبيل الحجر، يجب أن يُنظر إليه في ضوء الإيمان بأن الله هو مسبب الأسباب، وهو النافع الضار سبحانه، وأن الأخذ بالأسباب لا يتعارض مع التوكل على الله.

