محاضرة متميزة حول التمويل الإسلامي ضمن فعاليات WCCDT في كولومبو

في إطار البرنامج التوعوي الأسبوعي الذي ينظمه المركز الثقافي العالمي للتدريب والتطوير (WCCDT) في كولومبو، عاصمة سريلانكا، ألقى الدكتور الشيخ محمد مخدوم بن عبدالجبار محاضرة علمية متميزة تناولت مفاهيم التمويل الإسلامي وضرورة تطبيقه بشكل صحيح في العصر الحديث.

وفي عرضه الشامل، أكد الدكتور مخدوم أن التمويل الإسلامي نشأ كاستجابة حقيقية لحاجة المجتمعات الإسلامية إلى نظام مالي يتماشى مع أحكام الشريعة الإسلامية، ويُعد بديلاً للنظام المالي التقليدي القائم على الفوائد الربوية. وأوضح أن هذا النموذج يتميز بالتركيز على العدالة، الشفافية، والمسؤولية الاجتماعية، ويهدف إلى تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة تُراعي القيم الأخلاقية.

وسلّط الضوء على التجربة الرائدة في مصر عام 1963، عندما أسس الدكتور أحمد النجار أول بنك إسلامي كنموذج غير ربوي، ما مثّل نقطة تحول كبيرة في مسيرة التمويل الإسلامي. ومنذ ذلك الحين، شهد هذا القطاع نموًا متسارعًا في منطقة الخليج العربي، وجنوب شرق آسيا، وأجزاء واسعة من العالم الإسلامي والغربي، حيث تُقدَّر أصول مؤسسات التمويل الإسلامي عالميًا اليوم بما يتجاوز 3 تريليونات دولار أمريكي.

وتطرّق الشيخ مخدوم إلى أبرز أدوات التمويل الإسلامي المعتمدة، مثل: المرابحة، المضاربة، المشاركة، الإجارة، والاستصناع، والصكوك، مؤكدًا أن جميع هذه الصيغ تُدار وفق ضوابط شرعية دقيقة تمنع الربا، والمقامرة، والاحتكار، والغش، والاستغلال، وتحافظ على سلامة التعاملات المالية من أي ممارسات غير أخلاقية.

وفي ختام المحاضرة، شدد على أن اعتماد التمويل الإسلامي لا يقتصر على كونه بديلًا اقتصاديًا، بل هو منظومة متكاملة ذات بعد روحي وأخلاقي، قادرة على بناء نظام مالي أكثر عدالة واستقرارًا، يسهم في معالجة التحديات الاقتصادية المعاصرة، وتحقيق التوازن بين الربح والمسؤولية المجتمعية.