السعودية تعزز مسيرة التعليم العالي في سريلانكا عبر مشروع تنموي ريادي ممول من الصندوق السعودي للتنمية

السعودية تعزز مسيرة التعليم العالي في سريلانكا عبر مشروع تنموي ريادي ممول من الصندوق السعودي للتنمية

في تجسيد عملي لالتزام المملكة العربية السعودية بدعم أهداف التنمية المستدامة وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الدول الصديقة، شارك الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية، الأستاذ سلطان بن عبدالرحمن المرشد، في مراسم افتتاح مشروع تطوير منطقة جامعة وايامبا الوطنية بمنطقة شمالي غربي جمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية، بتمويل تنموي بلغ 28 مليون دولار أمريكي من الصندوق السعودي للتنمية.

وجرى الافتتاح بحضور رسمي رفيع المستوى من البلدين، تقدمه من الجانب السريلانكي نائب رئيس البرلمان الدكتور رضوي صالح، وسعادة السيد نالاكا كالوويوي، أمين عام وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والتعليم المهني، ممثلاً عن رئيسة الوزراء الدكتورة هاريني أماراسوريا، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي والتعليم المهني، إلى جانب سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى سريلانكا، الأستاذ خالد بن حمود القحطاني.

– استثمار في التعليم… استثمار في المستقبل

يمثل المشروع نقطة تحوّل في خارطة التعليم العالي في سريلانكا، حيث يهدف إلى تعزيز البنية التحتية الأكاديمية لجامعة وايامبا، ورفع طاقتها الاستيعابية لتستفيد منها أكثر من 5,000 طالب وطالبة وأعضاء هيئة التدريس. ويتضمن المشروع إنشاء سبع منشآت تعليمية متطورة، مما يسهم في تحويل الجامعة إلى مركز إقليمي للتميّز الأكاديمي في منطقتي كوليابيتيا وماكاندورا.

ويتماشى المشروع مع توجهات المملكة في دعم التعليم كقاطرة للنمو، من خلال تحسين بيئة التعلم، وتوفير موارد تقنية ومعرفية متقدمة، تعزز تمكين رأس المال البشري وتدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

– الصندوق السعودي للتنمية: عقود من الدعم التنموي النوعي

منذ انطلاق أول مشاريعه التنموية في سريلانكا عام 1981، شكّل الصندوق السعودي للتنمية حجر الزاوية في بناء البنية التحتية وتعزيز القطاعات الحيوية، من خلال تمويل 15 مشروعًا رئيسيًا بإجمالي تمويل تجاوز 425 مليون دولار أمريكي، شملت قطاعات التعليم والصحة والمياه والطاقة والنقل.

ومن أبرز المشاريع التي موّلها الصندوق السعودي للتنمية في سريلانكا على مدى العقود الماضية:

1. مشروع محطة معالجة المياه والصرف الصحي في كولومبو (1981) – 29.7 مليون دولار.

2. مشروع نقل الطاقة الكهربائية في كولومبو (1981) – 19.8 مليون دولار.

3. تطوير نهري مهاويلي وكالو غانغا – المرحلة الثانية (1983) -24.7 مليون دولار.

4. تحسين مستشفى كولومبو (2002) – 12 مليون دولار.

5. مشروع طريق باتيكالوا–ترينكومالي (2004) – 10.7 مليون دولار.

6. مستشفى الصرع والمراكز الصحية (2008) – 20 مليون دولار.

7. تمويل إضافي لمشروعات صحية في كولومبو – 2.94 مليون دولار.

8. مشروع تطوير كالو غانغا (2010) – 46.1 مليون دولار.

9. تعزيز شبكة الطرق الوطنية (2012) – 59.9 مليون دولار.

10. تحسين طريق بيرادينيا-بادولا-شينكالادي (2015) – 60 مليون دولار.

11. تمويل إضافي لقطاع الصحة – 12 مليون دولار.

12. مشروع تطوير كالو غانغا الشمالي (2017) – 44.8 مليون دولار.

13. مشروع تطوير منطقة جامعة وايامبا (2017) – 28 مليون دولار.

14. تمويل إضافي لمشروع كالو غانغا (2018) – 15.8 مليون دولار.

15. كلية الطب – جامعة ساباراغاموا – 50 مليون دولار.

وتعكس هذه القائمة التنوع الاستراتيجي للمشاريع، حيث امتدت المبادرات السعودية من معالجة المياه إلى البنية التحتية الصحية، ومن مشاريع الطاقة إلى دعم مؤسسات التعليم العالي، مما يعزز مكانة المملكة شريكًا موثوقًا في دفع عجلة التنمية المستدامة في سريلانكا.

ويأتي مشروع جامعة وايامبا كامتداد لتلك الجهود، ليعكس نموذجًا ناجحًا للتعاون التنموي القائم على الشراكة والاحترام المتبادل، بعيدًا عن أي شروط سياسية، في انسجام تام مع رؤية المملكة التنموية والإنسانية.

– كلمة السفير السعودي: بناء الإنسان أساس كل نهضة

وفي كلمته خلال الحفل، أكد السفير خالد القحطاني أن “الاستثمار في الجامعات لا يعني بناء منشآت فحسب، بل هو بناء لعقول المستقبل وتأسيس لنهضة دائمة”، مضيفًا أن هذا المشروع “يجسد التزام المملكة الراسخ بدعم التنمية البشرية في الدول الشقيقة، وفق توجيهات القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله.”

كما أشار السفير إلى أن “العلاقات السعودية السريلانكية ترتكز على أسس راسخة من التعاون والاحترام المتبادل، وتفتح آفاقًا واسعة لمزيد من الشراكات المثمرة.”

– أبعاد سياسية وإنسانية تعزز مكانة المملكة دوليًا

يتجاوز هذا المشروع نطاقه المحلي، ليعكس الدور المحوري الذي تضطلع به المملكة على الساحة الدولية بصفتها شريكًا موثوقًا في التنمية الشاملة. وتؤكد هذه المبادرة دور السعودية في دعم استقرار المجتمعات النامية وتعزيز العدالة التنموية العالمية، بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ودون فرض شروط سياسية أو تدخلات خارجية.

وقد عبّر المسؤولون السريلانكيون عن بالغ تقديرهم للمملكة، معتبرين المشروع خطوة استراتيجية في مسار تطوير قطاع التعليم وبناء القدرات الوطنية.

– نحو شراكات تنموية أعمق

يشكل مشروع جامعة وايامبا نموذجًا رائدًا للتعاون التنموي الذي يخدم مصالح الشعوب ويعزز الأمن والاستقرار الإقليمي. وهو تأكيد جديد على أن السياسة التنموية السعودية تضع الإنسان في صميم أولوياتها، وتسهم في بناء مجتمعات أكثر استعدادًا للنهوض والتقدّم.

بقلم: د. محمد مخدوم بن عبد الجبار

شبكة سيلان الإخبارية

أول موقع عربي مستقل من جمهورية سريلانكا ويهتم بنشر ما هو جديد ومفيد على مدار الساعة من أخبار سريلانكا والمالديف ودول جنوب آسيا والعالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *