بالصور،، أول زيارة يقوم بها وفد سريلانكي ديني بوذي وهندوسي إلى السعودية

قام وفد من الرهبان البوذيين والكهنة الهندوس بزيارة إلى المملكة العربية السعودية، في أول زيارة من نوعها، لحضور ملتقى «القيم المشتركة بين أتباع الأديان»، الذي استضافته رابطة العالم الإسلامي، في مدينة الرياض، بمشاركة قادة دينيين من مختلف أنحاء العالم.
وقالت السفارة السريلانكية في الرياض إن وفداً برئاسة الراهب البوذي الكبير “باناجالا أوباتيسا”، رئيس جمعية مهابودهي في سريلانكا، ورئيس “سانغا ناياكا” لليابان، ورئيس الكهنة في معبد لانكاجي، في اليابان ورئيس الكهنة في “سانشي تشيثياجيري فيهارايا” بالهند، “كوروكال راماتشاندرا” إلى المملكة العربية السعودية في الفترة من 9 إلى 13 مايو 2022.
وقام الرهبان والكهنة بزيارة المملكة بدعوة وجهها لهم الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وهي منظمة إسلامية دولية غير حكومية مقرها في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية مخصصة للقادة الدينيين وكبار العلماء.
وخلال كلمته أمام الملتقى المذكور أعلاه في 11 مايو، في فندق ريتز كارلتون بالرياض، لفت الراهب البوذي “باناجالا أوباتيسا” إلى وجود التشابه بين تعاليم بوذا والتعاليم والممارسات الدينية الإسلامية، مضيفاً أن “العديد من الناس سيصابون بالصدمة إذا قلنا بوجود التشابه بين الإسلام والبوذية بأي شكل من الأشكال، إلا أن تعاليم الديانتين المتعلقة بتعزيز السلام، تبرز تشابههما بدون أي شك. وأكد أن الفلسفة البوذية مهمة حقًا لتحقيق السلام العالمي، وأن “المانترا” والفلسفة صالحة ومفيدة في حياة الجميع بوذيين وغيرهم.
وخلال إقامته في الرياض، عقد الراهب “أوباتيسا” لقاءات مع الجالية السريلانكية، وأكد لهم على أهمية نشر ثقافة التسامح الديني والتفاهم المتبادل بين جميع الطوائف الدينية السريلانكية المقيمة في المملكة العربية السعودية في وقت تواجه فيه سريلانكا وضعاً اقتصادياً حرجاً. كما شارك في مهرجانات عيد “ويساك” للبوذيين التي نظمتها السفارة السعودية في الرياض.
“الكراهية” و”العنصرية” هما أكبر محرض على العنف والإرهاب والانقسام
اختتم ملتقى القيم المشتركة بين أتباع الأديان أعماله اليوم الاثنين في العاصمة السعودية الرياض، تحت مظلة رابطة العالم الإسلامي، بحضور قيادات دينية وفكرية متنوعة في دول العالم الإسلامي ودول الأقليات الإسلامية. وأصدر الملتقى إعلان “القيم الإنسانية المشتركة”، أكد المشاركون من خلاله مركزية الدين في كل حضارة نظرا لتأثيره في صياغة أفكار المجتمعات البشرية، وإلهامه الروحي للمؤمنين به، مشددين على ضرورة عدم الخلط بين الدين والممارسات الخاطئة لبعض أتباعه، وعدم توظيف الدين لأي هدف يخرج عن معناه الروحي الإصلاحي.
ودعوا إلى تفعيل الآليات الدولية لحل النزاعات من خلال إرادة جادة وعزيمة قوية وتدابير حكيمة، وتفهم الخصوصيات الدينية لكل دين أو مذهب، والتعامل معها بصفتها تمثل التنوع البشري المشمول بحكمة الخالق في الاختلاف. واستنكروا أطروحات الصدام الحضاري، ومحاولات فرض الهيمنة الدينية والثقافية والسياسية والاقتصادية “بلا استحقاق ولا أخلاقيات”، كما نددوا بـ “الكراهية” و”العنصرية” باعتبارهما أكبر محرض على العنف والإرهاب والانقسام.
وأوصوا ببناء تحالف دولي من خلال إرادة صادقة وعادلة وفاعلة لخدمة الإنسانية بكامل حقوقها، واستذكار القيم المشتركة التي تربط الجميع منطلقا رئيس لهذا البناء الإنساني المهم، وقيام المؤسسات الوطنية والأممية المسؤولة بضمان الحريات في إطار احترام القوانين الدولية والوطنية ذات الصلة، والمحافظة على التماسك الأسري الذي يمثل نواة المجتمع، والعناية بجودة التعليم.
وطالبوا مختلف منصات التأثير؛ وبخاصة الإعلامية، باستشعار الأمانة الأخلاقية الملقاة على عاتقها بوصفها العنصر الأكبر تأثيرا في توجيه الرأي العام، ومناشدة الدول الوطنية والمجتمع الدولي لبذل السبل كافة لتوفير الحماية الكافية لدور العبادة، وكفالة حرية الوصول إليها، والمحافظة على دورها الروحي، والنأي بها عن الصراعات الفكرية والسياسية والمساجلات الطائفية.
كما دعوا المؤسسات الدينية حول العالم إلى تشجيع الخطاب المعتدل ونبذ الخطاب المتطرف الذي يثير الكراهية، مع إدانة جميع الممارسات المتطرفة والعنيفة والإرهابية بحق أتباع الأديان، والدعوة لتجريم النيل من رموزها ومقدساتها، ودعم المبادرات الجادة المناهضة لها. وأعلن المشاركون، عن إطلاق منتدى عالمي باسم “منتدى الدبلوماسية الدينية لبناء الجسور”؛ من منطلق مركزية تأثير الأديان في المجتمعات الإنسانية، وإصدار موسوعة عالمية باسم “موسوعة القيم الإنسانية المشتركة”.
وطالبوا الجمعية العامة للأمم المتحدة بإقرار يوم عالمي للمشتركات الإنسانية، باعتبارها نقطة التقاء القيم الجامعة المحققة لثمرة الإخاء الإنساني.
وكان الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد العيسى، قد افتتح الاجتماع مؤكدا أهمية لقاء نخبة من القيادات الدينية البارزة حول العالم والشركاء الفاعلين؛ للإسهام في تعزيز السلام والوئام بين المجتمعات.
وأكد حق جميع أتباع الأديان بالوجود بكرامة واحترام، مضيفاً «نرفض أي تأويل خاطئ أو متعمد يقوض التعايش بين أتباع الأديان، وضرورة تجنب التقلب في المواقف من أجل أهداف مرحلية».
ونوه إلى أن أهم ما يمكن أن يلتقي الجميع حوله لتحقيق هذا الهدف العالمي، هو أن الجميع ينتمي إلى أصل واحد تشكلت منه الأسرة الإنسانية بتنوعها الطبيعي الذي قضى الله به في هذه الحياة؛ سواء أكان تنوعا دينيا أم إثنيا أم جغرافيا أم غير ذلك.
ومن جهته، أوضح رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس منتدى تعزيز السلم للمجتمعات المسلمة، الشيخ عبد الله بن بيه، أن هذا الملتقى يمثل خطوة جديدة في مسار العمل الديني المشترك، حيث تجتمع الأديان المتنوعة لتجسد اتفاقها في القيم الكونية، قيم السلام والتضامن والعدالة، والبحث عن سبل الوصول لذلك من خلال المبادرات العملية.
وبين مفتي الديار المصرية، الشيخ الدكتور شوقي علام، أن عمارة الأرض والانتفاع بخيراتها لا يمكن أن يتحققا لو كانت العلاقة بين أهل الأديان هي التنافر والبغضاء، فلا يمكن أن يحثنا الله على عمارة الأرض إلا وهو يحثنا على المحبة وإرادة الخير للجميع دون استثناء.
ومن جهته، أكد البطريرك المسكوني بارثولوميوس، بطريرك الروم الأرثوذكس، أن أفضل الطرق للوصول إلى السلام هو الحوار الديني الصادق، مؤكدا رفضه التام لنظرية الصراع الحتمي بين الحضارات.
وأشار إلى أن التعاون أساسي لعالم مستدام، وأن الانفتاح على الآخر لا يهدد هويتنا بل يعززها أكثر وأكثر، موضحا أن التراث الديني هو مصدر إلهام للبشرية ويحتوي على احتياط كبير لصناعة السلام.




















